انا والسوشيال ميديا

لقد ايقنت حديثا انني على علاقة حميمية مع مواقع التواصل الاجتماعي، كان ذلك عندما فاجئتني زوجتي بان سألتني: "مهند، ليش تزوجت علية؟!!" في تلك اللحظة اصبت بصدمة! فكيف لي ان اتزوج على زوجتي وانا لا اعلم بذلك! حتى إني لن أجازف بالتفكير بالامر. وحين سألت كيف ذلك؟ كان الرد "الفيسبوك حتى بالفراش وياك" في تلك اللحظة عاد الدم الى وجهي.

كانت البداية عام 2007 عندما بدأت بتعلم برمجة مواقع الانترنت فقمت بتطوير مو "المنتدى العربي للتنمية البشرية" ليكون منصة تفاعلية لمجتمع التنمية البشرية في كربلاء آنذاك وفي ذات الوقت كانت المنتديات الاجتماعية في أوج ثورتها وانتشارها فكنت اقضي ساعات طويلة في اليوم انشئ المقالات والمواضيع لأنشرها على المنتديات واراقب تفاعل المشتريكن في المنتدى معها وأنتظر التعليقات لأجيب عليها، كنت أراقب الاحصائيات لأعرف اي المواضيع هي الاكثر تفاعلاً وأي المواضيع هي التي تحصط أكثر التعليقات والتي لها انت تثبت اعلى صفحة المنتدى كموضوع رأيسي.

جوجل هذا الاله الرقمي العظيم وادواته في ادارة المحتوى الرقمي غير مفهومي الكامل لهذا العالم الافتراض من خلاله استطعت التعرف على ادوات النشر والترويج ومراقبة الاداء كل ذلك دون وعي حقيقي مني لاهمية هذه الارقام التي اراقبها، خاصة في مطلع تعرفي عليها واستخدامي لها في تحسين اداء المواقع الالكترونية التي كنت اقوم بتطويرها، لم اكن على دراية بأن هذه الارقام ستشكل ثورة في عالم ادارة المحتوى الرقمي.

ثم جاء فيسبوك ليفرض وجوده في اوساط العالم الافتراضي ومن بين جميع المواقع الاجتماعية المنتشرة في تلك الفترة استطاع ان يلفت انتباهي بالتنوع الذي يتيحه في طرح المحتوى والترويج له من خلال الصفحات والمجموعات وتلك الاحصائيات التفصيلية التي يزودني بها لاستطيع معرفة جمهوري ومتابعيني مما يساعدني على اتخاذ القرار فيما هية المواضيع التي تسترعي انتباه المتابعين وتجذب اكبر تفاعل لهم على الصفحة.

ثم بدأت بخوض غمار الاعلام الاجتماعي والقراءة في استراتيجياته والتعرف على الادوات الخاصة بإدارة المحتوى وإدارة التفاعل على مختلف المنصات التفاعلية الاجتماعية لأكون اليوم بعد عشرة أعوام من العمل الدؤوب والجهد الكبير احد المدونين والاستراتيجيين الاهم في العراق في مجال الاعلام الاجتماعي وحوكمة الانترنت.

ومن الجدير بالذكر ان من ما ساعدني في تطوير مهارتي في إدارة المحتوى الرقمي وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي هي الخلفية الاعلامية التي جئت منها وعملت في مجال الصحافة بالتوازي مع فترة تعرفي على مجال السوشيال ميديا فساعتدتني قواعد واساسيات كتابة الاخبار والقصص الصحفية في كيفية تطويرالعناوين التي تلفت الاهتمام وتجذب المتابعين والهيكلية النصية للقصة الصحفية وغير ذلك من المبادئ التي ساهمت في تعزيز الوعي المعرفي لدي في هذا المجال.

من الصفحات التي افخر بالعمل على تطوير استاراتيجة النشر الخاصة بها مع فرق متخصصة وخاصة بكل صفحة ومبدعة في انشاء وتطوير المحتوى الرقمي في هذا المجال:
- المنتدى الاجتماعي العراقي
- مهرجان بغداد دار السلام
- مدونو السلام
- بيهانس بغداد
- العراق الجديد

وبعد هذه العشر أعوام أيضا لا أستطيع ان أقول سوى أني مازلت في طور التعلم وطور الاستكشاف لهذا العالم في خضم الثورة التقنية التي نعيش فيها والتي تساهم في تطوير عالم تقنيات التواصل الاجتماعي خلال كل دقيقة تمضي، إلا  ان الشغف الذي يتملكني للتعرف على هذه التقنيات يدفعني على بذل مجهود أكبر لأستطيع ان اواكب هذا التقدم الكبير في عالم التواصل الاجتماعي.

ان أبذل ما في وسعي لن يمكنني من ان اتواصل بشكل فعال وحقيقي مع هذه التقنيات، لابد من بذل اكثر مما في الوسع لتكون النتائج جديرة بالتقدير

Comments

Popular posts from this blog

التبادل الثقافي، توجهات ووجهات

تطور الفكر الداعشي في اوساط التواصل الاجتماعي العربي

مفهوم الغذاء الصحي