أفكار تستحق الانتشار.. إنه ذلك الشعار!!

آدم وحواء ذلك الثنائي الذي لا انفك أفكر فيه وفي كيف كان يمارس حياته اليومية وهما اول من عاش على الأرض! فلا خبرة متراكمة ولا مصادر لاكتساب المعلومات غير التجربة العملية والممارسة الفعلية، وكذلك الطفل وهو يرى ذلك الوهج المضيء ويحاول الاقتراب منه واحتضانه بين أصابعه ليعلم انه مكمن الخطر وانه ليس كل ما اضاء بلور ولكن اللهيب يضيء ايضاً.


فآدم جرب أكل التفاحة وتعلم منها درساً! والطفل لمس اللهب فترك على اصبعه ما يذكره درساً.


وهذا هو وعلى ما اعتقد المنبع الرئيسي لان نتغير ونتعلم ونتعرف ونستكشف وكل ما يدفعنا لان ننهض ونتطور.


صرت أفكر بالأسباب التي تجعل من افراد المجتمع منبعا لأفكار إبداعية وخلاقة ولكن مع الأسف ليست ذات تأثير كبير وفاعل في المجتمع، فكانت الاولوية في الاسباب للظروف الراهنة من تدهور الوضع الامني والانخفاض العام في المستوى الاقتصادي والوعي العام وكل ذلك وما يعيق تحقيق وانجاز هذه الافكار والنهوض بالمجتمع، الا إني كنت اضع هذه الاسباب واني مدرك تماما انها ليست اسباب وانما هي مجرد اعذار نقنع بها أنفسنا لنبرر فشلنا في احداث الفرق!


فكان لابد من جلسة مصارحة مع الذات لمعرفة الحقيقة التي تحول دون احداث التغيير الحقيقي وصنع الفرق المنشود في المجتمع، وهنا استذكرت قوله تعالى ومنه كانت البداية: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" !!! إذن من مصداق قوله سبحانه وتعالى والايمان به فإن احداث الفرق والتغيير يتطلب أولا صناعة التغيير في ذات الانسان!


وهنا يأتي دور التجربة العملية والممارسة الفعلية والتطبيق على ارض الواقع والذي بدونه لن نتعلم صناعة التغيير والنهضة وتدوير عجلة التطور والتقدم، فصرت أفكر فيما هو حجر الزاوية الذي ترتكز عليه عملية تغيير الذات في المجتمع وخاصة في مجتمع كمجتمعنا، له مميزاته الخاصة من تعدد في الاديان والمذاهب والاعراق!


وأصبحت اتجول في افكاري مستعرضا ما تعلمته وما أدركته في تجاربي خلال السنوات الماضية من العمل مع الشباب ومشاركتي في الحملات المجتمعية والمؤتمرات الدولية مع القليل من الالهام محاولا ايجاد ذلك الحجر الذي ترتكز عليه عملية التغيير، فتذكرت مثلث صناعة الانجازات الذي يرسم القواعد الاساسية لحياة أفضل وكيفية تحقيقها، وهنا كان الجواب لتساؤلاتي حيث ان الحجر الاساس واول ما تقوم عليه مسألة صناعة حياة أفضل وتحقيق الانجازات الفعلية فهو المبادئ.


نعم، إنها المبادئ التي تصنع الفرق وتحدث التغيير، فصارت تتوالى الصور حول المجتمعات المتطورة والمتقدمة والتي ما ان تطرح فيها أفكار جديدة تجد مكانها لتتحقق وتحدث فرقا حقيقيا في المجتمع، واما في مجتمعنا فللرشوة مكان، وللربا مكان، وللتحرش مكان، والكثير من الامور التي لو تحلينا بمبادئ الانسانية الحقيقية لما وجدناها منتشرة ومتطبعة في نفسية الفرد.


فلو كنت ارفض رشوة تقدم لي وانا موظف في مركز حساس، ولو كنت أرفض ان اخذ قروضا ربوية بداعي شراء سيارة فقط ليكون شكلي جيد امام الناس، ولو كنت ارفض ان تنتهك انسانية الفرد في مجتمعي وان لا أبقى على الحياد، لوجدنا ان عجلة المجتمع تعدل مسارها لتتجه عموديا نحو تحقيق التغيير الايجابي الحقيقي وليرى الفرق في نهضة المجتمع وعلى جميع الاصعدة.


ان تمسكي بمبادئ الانسانية هو حجر الزاوية الذي ما إن تمسكت به دون ان اداهن عليه شيء، مهما كانت المغريات، حيث اني لو وضعت صورة مجتمع افضل نصب عيني في كل لحظة اروج فيها معاملة ادارية لاحد المراجعين، في كل لحظة افكر فيها بان اتحرش بفتاة في الشارع او اي مكان عام او في كل لحظة احاول الانتقاص من افكار فرد آخر يخالفني الرأي او العرق او الطائفة، فإني وبالتأكيد لن اجد الا الابتسامة مرتسمة على وجهي والتفهم والاحترام يسود سلوكي ومن هنا تبدأ مرحلة تبني المبادئ نحو تحقيق الافكار الابداعية التي تحدث تغييرا في المجتمع.


توقيعي دائمامودتي وإحترامي

Comments

Popular posts from this blog

التبادل الثقافي، توجهات ووجهات

تطور الفكر الداعشي في اوساط التواصل الاجتماعي العربي

مفهوم الغذاء الصحي