المشاركة والمتابعة، التطور الوصول الى الأهداف الكبيرة وتحقيق الاحلام



كل منا يرى في نفسه انه الأفضل وانه الاقدر على تحقيق ما لا يستطيع غيره تحقيقه لذا دائما نطمح لان نكون في صدرة الركب ونجلس في المقعد الامامي للسيارة او الطائرة حيث انطلاقنا نحو تحقيق وجهتنا من التنمية و البناء، فلا نتكلم عن جميع المعلومات التي نعرفها عن فكرة ما او مشروع ما لأننا نحن فقط من نمتلك الفهم التام له وبذلك لا يمكن لغيرنا ان يتقن تحقيق الهدف من تلك الفكرة او المشروع كما نحن سنفعل لأننا الاصلح و الاقدر وعلى الجميع الانصياع لأوامرنا و توجيهاتنا لأنها هي فقط التي يمكن لها توجيه الركب نحو تحقيق الهدف كما نحن نريد او كما كنا نحلم.
فلننظر الى فريق تسلق الجبال فنجد انه العنصر الأفضل والامهر وصاحب الإمكانات الأكبر والخبرات الأكثر يكون دائما في اخر الفريق ويكونون جميعا امامه. لكن لماذا؟ اليس هو قائد الفريق والاقدر على تحقيق الهدف والفوز بالميدالية الذهبية وصعود اعلى القمم!!؟
ان مكان قائد الفريق خلف الأعضاء يمكنه من رؤيتهم جميعا امامه ورؤية خطاهم ومراقبة الاخطار التي يمكن لها ان تصيب أحدهم او الفريق بأكمله، كما ويمكنه من إعطاء التوجيهات الصحيحة لكل فرد من أعضاء الفريق وللفريق ككل لأنه يستطيع من موقعه هذا ان يشاركهم خططه للفوز والتقدم وحلوله للمشاكل المتوقعة او القائمة حاليا. وهذا ما لا يستطيع فعله لو كان يقود الفريق في المقدمة لأنه عندها لن يستطيع معرفة المشاكل والاخطار التي قد تواجه الفريق او أحد اعضاءه كما انه لن يستطيع مراقبة الخطى التي يتحرك بها أعضاء فريقه مما يصعب عملية مشاركة المعلومات والحلول واتخاذ القرارات بين أعضاء الفريق.
ان عملية المشاركة تلك للمعلومات الخاصة بالفكرة المراد تحقيقها والاهداف المراد إنجازها تضفي كما ونوعا من الثقة المتبادلة بين أعضاء الفريق وقائدهم ومما يعزز دور كل عضو من أعضاء الفريق في عملية الإنجاز، التحقيق والوصول الى الأهداف.
ومن هنا تنطلق رحلة التغيير واحداثه في المجتمع ونبذ الأفكار التقليدية التي ما زالت تدور في اذهان الكثير من أصحاب المسؤوليات وأصحاب الأفكار وقادة المجموعات والتي ليس لها الا ان تقبع على اذهان الشباب الحيوي صاحب الطاقة الأعلى في المجتمع ومحرك عملية التنمية والتطور والازدهار، وتحجيم امكانياتهم التي لا حصر لها ما بقي للعمر باق.
وكل ذلك الخوف من المشاركة باي نوع من أنواعها ليس الا ريبة ووجس، ولكن لماذا هذا كله؟ في الحقيقة ليس لشيء سوى ان كل هؤلاء لا يمتلكون الفهم التام لعملية المشاركة وما تخلقه من كفاءة في الإنجاز جراء الأساليب التقليدية التي عشعشت في اذهان الكثيرين.
اما الان وبعد طرح المشكلة التي تكمن في الأفكار التقليدية التي يتزمت أصحابها بالإبقاء عليها وعدم تغييرها مطلقا، ومن ثم عرفنا ان الحل لا يكون الا باتباع الطرق الحديثة في القيادة متمثلة بالمشاركة والمتابعة. يبقى ان نعرف كيف يمكن ان نحقق هذا الحل ونخرج بأفكارنا من قوقعة التفكر التقليدي القديم الى تطبيق مفهوم لم تتعود عليه نفسياتنا حتى تقبله عقولنا وهو مفهوم المشاركة والمتابعة، حيث لا تبدأ عملية التغيير المجتمعي الا من النفس والشخص المفرد بحد ذاته، فحتى الله سبحانه وتعالى لما أراد للامه الهداية لم يهدها جميعا وهو القادر على كل شيء بل هدى شخص واحد (محمد صلى الله عليه واله وسلم) ولما نضجت فكرة الإسلام في قلبه واحداث التغيير التام في ذاته الشريفة كان له ان يكون مصدر اشعاع للتغيير والهداية في المجتمع.
ومن هذا النهج الرباني الذي كتبه الله سبحانه وتعالى لإتمام أي عملية للتنمية والتطور واحداث التغيير المنشود للارتقاء بحال المجتمع يجب ان نبدأ من أنفسنا نحن ونعمل على اخراج جميع الأفكار التقليدية الرجعية المتزمتة من عقولنا وان نبدأ بتدريب عقولنا ومشاعرنا على أحد اهم مفاهيم التنمية المستدامة والتطور والازدهار الا وهو المشاركة والمتابعة.

Comments

Popular posts from this blog

التبادل الثقافي، توجهات ووجهات

تطور الفكر الداعشي في اوساط التواصل الاجتماعي العربي

مفهوم الغذاء الصحي